الرئيسية / أخبار مهمة / عبد الناصر القائد الثوري الأكثر تميزاً في القرن العشرين

عبد الناصر القائد الثوري الأكثر تميزاً في القرن العشرين

الحصاد الإخباري

نقلاً عن الوطن

قال الدكتور أسعد السحمرانى، عضو المؤتمر العربى – الإسلامى، أمين الشئون الخـارجية فى اتحاد الكتاب اللبنانيين، ومسئول الشئون الدينية بالمؤتمر الشعبى اللبنانى، إن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر هو القائد الثورى الأكثر تميزاً فى القرن العشرين، ووفاته فى مثل هذه الأيام قبل 48 عاماً كانت بمثابة «مأتم عربى كبير»، واصفاً مشروع الخمسينات والستينات فى مصر بقيادة «عبدالناصر» بأنه طوق النجاة للمنطقة العربية، لا سيما فى ظل التحديات التى تواجهها حالياً.

د. أسعد السحمرانى: «أبوخالد» القائد الثورى الأكثر تميزاً فى القرن العشرين.. ورفع صوره فى الميادين العربية تعبير عن التأييد المستمر له

وأضاف، فى حواره لـ«الوطن»، أن مصر هى القلب النابض لأمتها، وأنه يجب على الدول العربية أن تضع يدها فى يد مصر، خاصة بعد أن استعادت قرارها وهيبتها على مدار السنوات الماضية بعد ثورة 30 يونيو.. إلى نص الحوار:

ماذا تمثل لك ذكرى رحيل الرئيس جمال عبدالناصر؟

– هذه الأيام نحن على موعد مع الذكرى الثامنة والأربعين لرحيل الزعيم الراحل والقائد الثورى الأكثر تميزاً فى القرن العشرين جمال عبدالناصر، ووفاته كانت مأتماً عربياً كبيراً، ويوماً حزيناً وأسود ليس للمصريين فحسب، لكن لكل العرب. هذا الرجل الذى انطلق بثورته من أرض الكنانة صاحبة الحضارة الطويلة من أجل أن تضطلع مصر بدورها الذى نطمح له جميعاً، وهو الدور القيادى والريادى. فمصر هى قلب الأمة وشريانها وتشكل مع سوريا قلب العروبة النابض، لأن القاهرة ودمشق هما «فكا» الكماشة على العدو الصهيونى من ناحية، ومجدافا المركب العربى، ودونهما تغرق المنطقة. الرئيس جمال عبدالناصر كان يفهم ذلك ويعى ذلك ويعمل من أجل ذلك لوضع مصر على خط القيادة الأول سواء فى دائرتها العربية الأولى، أو فى الدائرة الأفروآسيوية التى يعيش فيها الناس تحت وطأة ما صنعه الاحتلال والاستعمار والحكومات المتخاذلة، أو فى الدائرة الإسلامية التى تعتبر مصر جزءاً لا يتجزأ منها. لذلك شكل «جمال» بثورته الخالدة تفجيراً للحراك من أجل التحرير والتحرر ومن أجل كرامة الإنسان وضد المستعمرين ومن أجل العدالة والحرية ليس فى مصر فحسب لكن على المستوى العربى والأفريقى والإسلامى بل على المستوى العالمى بالنسبة لشعوب ودول العالم التى عانت من قوى الاستعمار والحكومات الفاسدة. ذكرى رحيله هى ذكرى لاستلهام هذه المعانى وإحياء هذا الدور المصرى العربى، خاصة أن العالم كله -لا سيما المنطقة العربية- يعيش وطأة ما تقوم به إسرائيل من اعتداءات همجية على الأراضى الفلسطينية، وهمجية «ترامب»، فضلاً عن الجماعات الإرهابية فى منطقتنا، وبالتالى لا بد لنا أن نستلهم تجربة «جمال» من أجل استنهاض الأمة فى مشروع ثورى حضارى اجتماعى تغييرى ينقل الأمة من حالها إلى حال أفضل.

وما ملامح هذا المشروع العربى، وفق المحددات والظروف التى يعيشها الوطن العربى اليوم؟

– المشروع العربى يجب أن يعتمد على 3 محاور؛ سياسى لحماية استقلال وحرية ووحدة الدول والدفاع عن مصالحها القومية، واجتماعى لتحقيق العدالة الاجتماعية بين المواطنين وتوفير الخدمات والحقوق الأساسية لهم من مسكن وملبس وتعليم جيد وحياة كريمة، وأخيراً محور ثقافى لبناء عقول الأمة على نحو تقدمى مستنير. لأننا بحاجة إلى استجابة ثورية ترد الاستعمار الصهيوأمريكى، وتقيم حياة اجتماعية عادلة، وتواجه الإرهاب والتكفير. نحن بحاجة إلى حركة تنويرية فى مواجهة التكفير والتشدد والغلو، وحركة ثورية تعتمد على مبادئ جمال عبدالناصر.

لكن البعض يرى أنه من الصعب استعادة تجربة «عبدالناصر» من جديد لأن الظروف سواء المحلية أو العالمية تغيرت؟

– نحن نقول باستعادة مبادئ تجربة جمال عبدالناصر مع تجديد فى الأساليب التى استخدمها. لأن «عبدالناصر» نفسه قال: نحن نراجع الأساليب ولا نراجع المبادئ. وفى الحقيقة أن جمال عبدالناصر نفسه أجرى تقويماً للتجارب الثورية فى مصر التى سبقت ثورة يوليو، وقال إن تلك الثورات، ومنها 1919، كانت قد غفلت أن تمد أبصارها إلى خارج حدود مصر، وبشكل خاص إلى وعد بلفور الذى يفصل الأمة العربية إلى جزأين المشرق العربى والمغرب العربى ويغرس فى الجسد العربى خنجراً مسموماً. وأخذ على التجارب الثورية السابقة أنها لم تمد يدها إلى الأمة العربية، والمسألة الثانية أنها لم تراعِ بُعد التغيير الاجتماعى لأنه لا يمكن لإنسان أن يقوم بتغيير سياسى أو استقلال وطنى ومعدته خاوية.

لذلك أكد «عبدالناصر» أنه يقوم بثورتين فى ثورة واحدة؛ الأولى سياسية من أجل الاستقلال الوطنى والحرية، والثانية ثورة اجتماعية من أجل حماية الأفراد وتوفير حقوقهم الأساسية. وبعد ذلك أضاف إلى ثورته بعداً ثالثاً هو الثورة الثقافية التى تعطى للشباب الدور الأساسى لأن الشباب هم أمل الأمة، وكما قام «عبدالناصر» بالتقويم والاستقراء فى تجارب الماضى وأقر مسألة مراجعة الأساليب والوسائل فنحن أيضاً نستطيع الآن أن نكرر هذا الأمر، لكن مع عدم التفريط فى المبادئ.

قاد 3 ثورات «سياسية واجتماعية وثقافية».. وتجربته ما زالت «طوق نجاة» للأمة العربية.. ووضع مصر على «خط القيادة الأول» لأمتها وجعل دورها ريادياً بالمنطقة.. ووفاته كانت «مأتماً عربياً كبيراً»

ما أهم التحديات التى ترى أنها تواجه المشروع العربى الناصرى حالياً؟

– نعيش تحدى الاستعمار الصهيونى لواحدة من البلدان العربية، وما يفعله الاستعمار من تمزيق للجسد العربى وتعميق للخلافات بهدف استمرار الانقسام، كما أننا نعيش تحدى المتخاذلين من الأمة الذين لا يمدون أيديهم لتوحيد الصف العربى وتوحيد المواقف العربية أو على الأقل التنسيق العربى – العربى. بل إن هؤلاء المتخاذلين بعضهم يعمل لمصالح قوى خارجية استعمارية وينفذ تلك الأجندات الخارجية. كما أننا نعيش تحدى الولايات المتحدة الأمريكية التى تحاول تمزيق الأمة وتشتيتها وتساند أعداءها. فضلاً عن كل هذا هناك الجماعات الإرهابية التى تعيث فى الأرض فساداً باسم الإسلام، والإسلام براء منها، وهذه الجماعات تحارب الدول الوطنية وتحاول تفكيكها وإسقاطها، وهو ما يخدم أعداءنا.

وهل ترى أن مشروع «عبدالناصر» فى الخمسينات والستينات كان يعالج هذه التحديات؟

– بالطبع، مشروع «عبدالناصر» قائم على الاستقلال الوطنى والعدالة الاجتماعية، وهو حل للمشكلات التى تواجهها الأمة العربية حالياً، كما أن نظرة «عبدالناصر» للدين ودوره فى رفع شأن الإنسان وبنائه وتحسين الحياة هو صورة لما يجب أن يكون عليه مفهومنا العربى للدين ودوره. والإشكالية ليست فى الدين ولكن فى بعض المتدينين الذين يحولون الدين إلى سلاح للإرهاب والترويع والقتل. ويمكن أن نقول إن تجربة الوحدة العربية بين القاهرة ودمشق كانت فريدة، وأعطت نموذجاً كان يستطيع أن ينجح ويستمر.

ومن الذى أفشله؟

– أعداء الأمة، والمتخاذلون، والظروف العصيبة فى ذلك الوقت. لكن ما زال مشروع جمال عبدالناصر هو طوق نجاة للمنطقة، وأذكر مرة أخرى أننا نقصد هنا مبادئ هذا المشروع مع التجديد فى الأساليب والوسائل السياسية والاقتصادية والثقافية، ولا عيب فى هذا، بل هو مطلوب وضرورى.

إحياء دور مصر أهم درس يجب تذكره فى ذكرى الزعيم ونظرته للدين ودوره فى بناء الإنسان نموذج يُحتذى

ما أكثر المواقف التى شعرت فيها بقيمة جمال عبدالناصر؟

– لا ننسى القائد هوجو تشافيز، الرئيس الفنزويلى السابق، الذى قال إننا نتبع الخطى الثورية لـ«جمال» فى العدالة والكرامة والحرية. وأذكر كلمته عندما قال فى لقاء واسع بحضور الكثير من الشخصيات العربية: لماذا أتيتم تتشاورون معنا فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية ولديكم جمال عبدالناصر. ثم رفع كتاباً يتناول مشروع «عبدالناصر» شعرت بالفخر الشديد وقتها.

نحمد الله أن مصر استعادت هيبتها.. ونثمن وحدة جيشها وشعبها فى مواجهة الإرهاب.. وعلى الأشقاء أن يضعوا يدهم فى يد «الأخ الأكبر»

المصريون رفعوا صوراً لـ«عبدالناصر» فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو.. كيف تابعت هذه الحالة؟

– تعبير عن حالة التأييد الجماهيرى لهذا المشروع الوطنى، ونحمد الله أن مصر استعادت قرارها بعد ثورة 30 يونيو، وبعدها بدأت ليبيا فى العودة تدريجياً، وسوريا الآن تستعيد وحدتها، والعراق عائد إن شاء الله. وكلنا كعرب ننتظر من مصر أن تأخذ دورها القيادى والريادى، وأن يأخذ الأزهر الشريف دوره الدينى الدعوى الريادى لمواجهة جماعات التطرف والإرهاب. ونحن بوصفنا عروبيين وناصريين فى الوطن العربى ننظر إلى التجربة المصرية الحالية بأنها تجربة إيجابية، ونثمن تعاون ووحدة الشعب والجيش فى مصر لمواجهة الإرهاب، والحمد لله استعادت مصر هيبتنها ودورها وهذا الانتشار للجيش بعتاده وسلاحه ليس فقط موجهاً للإرهاب، لكنه رسالة إلى كل القوى الاستعمارية أن مصر عادت، وأنها لن تترك أرضها وتخفض رايتها، بل ستمد يدها لأشقائها، ومصر اليوم تمد يدها فى ليبيا لتوحيد ليبيا، ونحن فى علمنا أن تنسيقاً ما يجرى الآن بين مصر وسوريا لوأد الفتن، وكذلك تتفاعل مع السودان وفى محيطها الأفريقى، لأنها جزء لا يتجزأ من جسدها العربى.

كناصرى عربى، ما تطلعاتك المرحلة المقبلة؟

– نتطلع إلى أن توفق الخطط التى وضعت من أجل التنمية فى مصر، ونتطلع أن تأخذ مصر مزيداً من الدور فى جامعة الدول لعربية من أجل إعادة قوتها وهيكلتها، وهنا نقول إنه يجب أن تضع الدول العربية يدها فى يد مصر الأخ الأكبر، لأن مصر هى القائد وهى الطريق الصحيح لما فيه الخير لأمتنا العربية.

عن كاتب

شاهد أيضاً

وزارة المال تعالج مؤقتاً أزمة الطوابع حتى 30 حزيران المقبل.. فمتى يقرّ القانون؟

  كتبت منال شعيا في” النهار”: حتى 30 حزيران المقبل، سيُستعاض عن الطابع المالي بالرسم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *