شبكة الأخبار اللبنانية والدولية
مقالات مشابهة
الديار / جهاد نافع
لدى القيادات السياسية السنية اصرار على منع الفراغ السياسي في الساحة السنية، لا سيما في طرابلس وعكار، كونهما يشكلان الثقل السني في لبنان.
ومحافظة عكار كانت على مدى ١٧ عاما احدى ابرز المحافظات التي شكلت رافعة للرئيس الحريري وتياره، لكن اليوم باتت في موضع الحيرة على مستوى نواب «المستقبل» من جهة، وعلى مستوى القواعد في «التيار» من جهة ثانية.
لم يلتزم نواب «المستقبل» بقرار الرئيس الحريري، باستثناء النائب طارق المرعبي، وحجتهم انهم غير منتمين تنظيميا الى «التيار» الذي كان جسر عبور لهم الى المقاعد النيابية طيلة السنوات التي مضت منذ ٢٠٠٥.
كان النائب وليد البعريني اول من اعلن ترشحه، ولحقه النائب هادي حبيش، ثم النائب محمد سليمان، وحجتهم انهم لا يستطيعون التخلي عن قواعدهم الشعبية.
وظهرت بوادر اول تشكيلة انتخابية برئاسة البعريني ضمته الى النائب محمد سليمان، الذي لا يزال في موقع المتردد، والمرشح ابراهيم مصومعي ابن بلدة العبودية الحدودية، الذي يخوض التجربة للمرة الاولى، وعن المقعدين الارثوذكسيين المهندس سجيع عطية (الرئيس السابق لاتحاد بلديات الجومة)، وجوليا حنا ابنة بلدة الشيخ طابا، وجه نسائي جديد غير معروف في عكار، وعن المقعد الماروني النائب هادي حبيش، والمقعد العلوي احمد رستم.
حسب المصادر، ان هذه اللائحة التي ستعلن الاسبوع المقبل، وقد يدخل عليها بعض التعديلات وفق مفاوضات تجري لتشكيل لوائح اخرى لا تقل اهمية عن غيرها، لا سيما وان الرئيس ميقاتي قد يتمدد الى عكار، بانتظار اعلان موقفه الاحد المقبل، وان نيته الدخول الى الساحة العكارية بتشكيل لائحة اقطاب يستطيع من خلالها توفير فرصة الحصول على اكثر من ثلاثة مقاعد يتمكن من خلالها توسيع كتلته النيابية.
وحسب مصادر مطلعة، ان اتصالا جرى بين ميقاتي والرئيس عصام فارس بغية التنسيق على الساحة العكارية، معتبرا ان دخول عكار لن يكون الا عبر فارس، وقد اوفد ميقاتي شقيقه طه ميقاتي للقاء فارس في باريس، وتمنى ميقاتي عليه الترشح، فيما حث الرئيس فارس، ميقاتي على الترشح في طرابلس، ومؤكدا في الوقت عينه ان ترشحه هو او نجله نجاد او ايا من اولاده غير وارد البتة، ولكن هذا لا يعني التخلي عن اهتمامه بعكار وباهلها.
ووفق المصادر، ان فارس اكد دعمه لميقاتي في الشمال ، خاصة في عكار لتشكيل لائحة من الشخصيات المشهود لها بنظافة الكف، بل ابدى فارس استعداده لفتح مكتبه في حلبا ووضعه بتصرف لائحة ميقاتي التي عرف من نواتها المحتملين : منسق «تيار العزم» في عكار الدكتور هيثم عز الدين الرافعي والنائب محمد سليمان ، وبالتالي التحالف مع التيار الوطني الحر ممثلا بالنائب اسعد درغام عن المقعد الارثوذكسي، وجيمي جبور عن المقعد الماروني، بانتظار مرشح عن الحزب السوري القومي الاجتماعي، وعن المقعد العلوي عضو القيادة القطرية في حزب البعث عمار أحمد.
لائحة «العزم»، اي لائحة ميقاتي، في حال التوصل الى التوافق النهائي ستكون في موقع جيد:
– اولا: انها تحظى بدعم الرئيس عصام فارس وبما له من قواعد شعبية عكارية واسعة الانتشار.
– ثانيا: التحالف مع ميقاتي.
– ثالثا: التحالف مع التيار الوطني الحر.
– رابعا: التحالف مع حزب البعث يؤمن كتلة ناخبة مؤلفة من انصار البعث، ومن الطائفة العلوية التي تقدر بحد ادنى بعشرة الآف صوت، والتحالف مع القومي يؤمن كتلة ناخبة لا تقل عن ثلاثة الآف صوت في ظل الانقسام الذي يشهده الحزب…
ويبقى ان ميقاتي سيواصل اتصالاته لبلورة التشكيلة، ومن المتوقع ان يجري اتصالات مع رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية حول مرشحه في عكار كريم الراسي.
ومن جهة ثانية، فان المشاورات لا تزال قائمة بين اللواء ريفي و«الــقوات اللبنانية» لتشكيل لوائح في طرابلس وعكار، ويبدو ان «القوات» ا تعيش ازمة تشكيل لائحة بعد فقدانها الرافعة السنية التي كان يؤمنها «تيار المستقبل»، وعزوف الحريري وتياره ادى الى تخبط لدى «القوات» التي لم تستطع قيادتها لغاية الآن بلورة صيغة تحالفات مع مرشحين سنة.
