الرئيسية / أخبار مهمة / البشريه تحبس أنفاسها تنتظر ما سيقوله العلماء

البشريه تحبس أنفاسها تنتظر ما سيقوله العلماء

كتب الشيخ طلال الأسعد
‏عندما انتشر مرض الكوليرا في العراق على عهد العثمانيين سنة ١٨٣١، حجز اليهود أنفسهم في البيوت بأمر من الحاخامات، فسلموا من الموت ؛
وعندما سأل المسلمون مرجعياتهم، جاء الرد : ((قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا)) فأبيدت قرى بالكامل ومات الناس”!
كذلك قالت لي الأرض لما سألت يا أمُ هل تكرهين البشر فلم أجد جواباً قط منها وكأنها أرادت ان تأخذ استراحة من لهو البشر ، وكأن السماء تاقت للدعاء والصلاة والانسانية وبني البشر
(كورونا) رغم شراسته ؛ إلا أنه أيقظنا من كبرياء أنفسنا بعطسة، ولفت انتباهنا إلى صغر أحجامنا أمام الموت بكحة … لذا دعوني أقول لكم عقموا قلوبكم برذاذ الحب … ضعوا على كل باب يدخل منه الكره كمامة ،وارتدوا قفازات الأمل حتى إن لامستم الحياة بأيديكم قولوا ربي عفوك والعافيه …
وأبعدو عنكم جراثيم اليأس ، اعزلوا أفكاركم السيئة في حجر صحي حتى تتعافى …
فيا أحبائي يا أحبائي فلا الشيعة ناشدوا الحسين ولا السنة ناشدوا عمر وبابا الفاتيكان هرول في شوارع روما تاركاً وراءه كل زيوت مريم وتاركاً كلّ الصلبان في روما ، فليست الحكاية حكاية خطيئة كبرى ، وعاملان نظافة يعقمان في بيت الله الحرام عند الكعبه المشرفه وآخر عند مقرّ الإمام الرضا الذي لم يوفقان بتعقيم مقر إقامته ، كلّ الصروح التي شيّدها البشر كبيوت لله لم يعترف عليها الله نفسه ، وفرّ المؤمنون منها أفواجاً أفواجا كما تفرّ العصافير من اللهيب ، ولم يعُد للبيت ربٌ يحميه … سقطت مباخر المشعوذين كما سقطت أدعيتهم في أول معركة كبرى ، وأغلقوا متاجر الخرافات التي انهارت أسواقها تحت أقدام الفيروس ، ترنوا أنظار العالم إلى أحفاد فليمنغ وباستور ولافوازييه الذي قطعت رأسه الكنيسة ، لم ينظر أحدٌ إلى البيت الحرام ولا إلى كنيسة المهد ، ولم يلجأ مريضٌ واحدٌ إلى الطب النبوي وسقطت أوهام الحبة السوداء ، ولم يطلب مريضٌ واحدٌ رشفة ماءٍ من زمزم لعلّها تشفيه ، وأنظار الشرق تبحث عن أحفاد جابر ابن حيّان وابن الهيثم وابن سينا والرازي لعلّ في جيوبهم حبة دواء وعندما تأكدوا أنهم قتلوهم وغيّبوا ذريتهم بحد السيف ، ارتمى هذا الشرق المؤمن بأحضان الغرب الكافر باحثاً عن الحل …
لم ينتظر أحدٌ في الغرب ظهور المخلّص ، ولم يسأل أحدٌ في الشرق عن ظهور المهدي …
كلّ البشر يحبسون أنفاسهم وينتظرون العلماء
أما آن لعصر الخرافات أن يموت ، ويقتنع الناس أنه بالعلم وحده يحيا الإنسان”.

عن كاتب

شاهد أيضاً

أزمة اللجوء التي أجمعت عليها كل القوى اللبنانيه اليوم لضرورة حلها، ومحاسبة من تورط بسفك دماء مليون قتيل وتهجير 15 مليون في بلاد الله الواسعه .

في تصريحٍ له اليوم “لشبكة الأخبار اللبنانيه الحصاد نيوز” رأى الشيخ طلال الأسعد المنسق العام …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *