الرئيسية / أخبار مهمة / *مؤتمر دعم “إسرائيل” في معراب*

*مؤتمر دعم “إسرائيل” في معراب*

 

بقلم علي خيرالله شريف

لكي يُكَبِّروا جَمعَهُم، عمدوا إلى تكبير الطاولة. وعمدوا إلى تعبئة الكراسي بِمَن هَبَّ ودَب. وكان أبرز الحاضرين أكثرُهُم توتُّراً وَصَفاقَةً على الساحة اللبنانية، الذين لا نكاد نسمع منهم جملةً واحدة إلا وفيها شتمٌ لح. الله وفبركةٌ للأكاذيب والأضاليل، لِلَصقِها به. وما يزيدُهُم حنَقاً وغيظاً أن هذا الحزب لا يكترث بهم ولا يرد عليهم، وربما هو لا يشعر بهم أصلاً.
الكرة الأرضية بأسرِها تغلي غَضَباً على إسرائيل والإدارة الأميركية من هول جرائمهما في غزة والضفة الغربية، إلا هؤلاء الجماعة فإنهم جَمعوا بعضَهم الـمُبَعثَر، في قصر معراب، ليس لإدانة العدوان الصهيو-أميركي أُسوةً بكلِّ شعوب الدنيا، بل لما يُشبِهُ الدعم له والإدانة لِـمَن يقاومه. حتى أنهم في بيانهم لم يسبقوا ذكر إسرائيل بصفةِ العدو، وتكلموا عن حدود لبنان مع “إسرائيل” وليس مع فلسطين المحتلة. وهذا يعبر بشكل فاضح عن هدف لقائهم وعن شغفهم بالتطبيع مع العدو تلبية لرغبة أسيادهم المعروفين. لم يأتوا في بَيانِهِم على ذِكرِ غَزَّةَ، مع أن العالم بأسره يتظاهر من أجلها، حتى في أميركا والدول الغربية، بل حتى عند بعض اليهود.
هؤلاء المتكأكئين في معراب، لم ينطقوا بحرفٍ واحد عن غزة، حتى “كاد المريب أن يقول خذوني”. وهذا دليل قاطع على أن هذا اللقاء هو ضد من يناصر الفلسطينيين. وما إدانتهم لتدخل فصائل المق_او_مة في لبنان وخاصةً ح. الله، إلا ملاقاة للضغوط التي يمارسها الاميركيون والغرب على لبنان، عبر هوكشتاين وعبر وزراء ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، ووزراء دول التطبيع الخليجي، لكي تمتنع المق_او_مة عن إزعاج الصهاينة فيُتابِعوا إبادة غزة والضفة.
وجوهٌ كالحة “تقطع الرزق” من شدة شؤمها ولؤمِها. تقَدَحُ شرَّاً وكراهية، ظهرت أمام الكاميرات، وانتشرت صورها في وسائل الإعلام والتواصل. وكانوا يتقيَّأون كل ما اختزنته نفوسهُم من شتائم في جوقةِ زجلٍ رديئة الأصوات، مكسورة “الردَّة” ومُرتدَّةِ التأثير. تحوقلوا حول تلك الطاولة المعرابية المستطيلة الـمُتَرَهِّلة في أرجاء القاعة، وصاغوا ما تَمَخَّضَت عنه عبقرِيَّتُهُم.
عبَّروا في أُطروحَتِهِم الـمُطَوَّلة عن ثقتهم بالجيش، مع أنهم بالأمس القريب كانوا يُكَذِبون تقريره عن حادثة باسكال سليمان، لدرجة أن أحد الـمُتَهَوِّرين منهم هدَّدَ الجيش بإطلاق النار عليه إذا أرسل دوريَّةً إلى منطقتهم. وبِرَغم كل التقارير الأمنية وغير الأمنية التي فَنَّدَت بالدليل القاطع أسباب قتل “باسكال سليمان” وهويات القتلة، ما زال هؤلاء يُصِرُّون على اتهام ح. الله بالجريمة.
طالبوا بمراقبة الحدود السورية، وهي نفس مطالبة الكيان ودول اميركا وبريطانيا، وليس مقصوداً من ذلك إلا حصار المقاومة. وطالبوا بوضع خطة مستعجلة لإعادة النازحين السوريين، وهي مطالبة نفاقية وغبية وغوغائية للأسباب الآتية:
أولاً: يستندون بكلامهم إلى اتفاقية العام ٢٠٠٣ بين الحكومة اللبنانية ومفوضية اللاجئين، مع العلم أن مفوضية اللاجئين هذه، هي التي تفرض بقاء النازحين في لبنان، بل وتنفق الأموال الباهظة من أجل ذلك وتهدد لبنان إن هو أعادهم إلى بلادهم.
ثانياً: لم يأتوا على ذكر الدولة السورية في عملية إعادتهم، مع أنها هي المعنية قبل غيرها بمصير مواطنيها. وهذا يدل على حقدهم الأعمى والغبي على سوريا. ومن نافل القول أنهم كانوا لغاية الأمس يتمسكون ببقاء النازحين السوريين في لبنان تنفيذاً للإملاءات التي تصلهم من السفارات، دون أن يفقهوا مساوئ ذلك على لبنان.
ثالثاً: لم ينطقوا بكلمة واحدة عن قرار المفوضية الأوروبية العدواني بالأمس بالتدخل في شؤون لبنان وأخذ القرار رغماً عنه بإبقاء النازحين فيه. وهذا دليل إضافي على دونيتهم وتَبَعِيتهم العمياء للأوروبيين حتى ولو خرب هؤلاء لبنان.

إن كلامهم في بيانهم عن طردهم المزعوم للاحتلال عام ٢٠٠٥، ويقصدون الاحتلال السوري، ليس سوى تقليداً للضفدع الذي أراد أن يُصبِحَ ثوراً فراح ينفخ بطنه حتى انفجر. فهم بالإضافة إلى ادعائهم لبطولاتٍ وهمية لم يصنعوها بأيديهم وهم المعروفون بِجُبنِهِم وعُقمِهِم، يتجاهلون السبب الحقيقي لخروج سوريا من لبنان ويتعامون عن كل الاحتلالات الصهيونية له، وكل الاجتياحات والجرائم التي ارتكبها بحقه العدو منذ العام 1948، ويؤكد عدم اعترافهم أن إسرائيل هي عدو، من ناحية. ومن ناحية ثانية هم يتنكرون للبنانية عشرات الآلاف من الشهداء الذين ارتقوا بسبب العدوان المتكرر، ولمئات الآلاف من الجرحى والمواطنين اللبنانيين الذين عانوا العلقم من غطرسة ذلك العدو. وهذا دليل إضافي على تورطهم قلباً وقالباً بعلاقات مع العدو يتهيؤون للإعلان عنها.
أما مطالبتهم بتطبيق القرار 1701 واجترارهم لِنَغمَةِ قرار السلم والحرب ونزع سلاح ال-مق-او-مة، فكلها صارت بمثابة أزيز ذبابٍ لا خلاص منه سوى بإزالة النفايات التي يتغذى منها ذلك الذباب.
إن جَمهَرَة مِعراب لن تَكونَ سِوى اجتِراراً لِكُلِّ الجَمهراتِ التي سبقتها، جعجعة بلا طحين، خاصة وأن عَرَّابَها هو جعجع، ومكانها هو معراب، فلا الشخص يتحلى بالحكمة ولا صومعتُهُ أنتجت غير الخراب.

*الأحد 28 نيسان 2024*

عن كاتب

شاهد أيضاً

الممثلون السوريون يحتلون الأعلى أجراً في العالم

الممثلين الأعلى أجراً في رمضان 2024 : 1-تيم حسن (تاج) مليون و 200 ألف دولار …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *