الرئيسية / أخبار مهمة / الحريري يشدد على النأي بالنفس فيما كان من قبل أبرز منتقديه

الحريري يشدد على النأي بالنفس فيما كان من قبل أبرز منتقديه

الحصاد الإخباري

حاولت الزميلة بولا يعقوبيان بذل ما في وسعها للظهور في صورة “الحيادية” والتحرر من كونها تعمل في تلفزيون “المستقبل”، كمعدة ومقدمة البرنامج الحواري “انترفيوز”، فراحت تطرح أسئلة على الرئيس سعد الحريري، خلال المقابلة التي أجرتها معه في منزله في الرياض مساء أمس، محاولة أخذ دور “المعارض” في كثير من المرات من دون أن تنزع عنها صفة “المحاباة” لمحاورها والتيار الذي يمثل.

واذا كانت بولا اعتمدت في حوارها على أسلوب “المقاطعة” من حين لآخر ورمي الأسئلة التي تراود كل لبناني، على من قدم استقالته عن بعد، من

خارج الوطن، خلافا للأعراف والأصول كما أقر بنفسه، وتمكنت من انتزاع الاجابات الواضحة على معظمها رغبة في نفس “غير المعترف رسميا باستقالته”، الا أنها تغاضت، او فاتها الاستفسار عن أكثر من موضوع ملح. كما تجنبت “التدخل” عندما يلزم الامر، على غرار ما حصل حين استعان الرئيس الحريري بتصريح الرئيس الايراني حسن روحاني وقوله بان كلام الأخير يؤكد تدخل طهران في شؤون لبنان الداخلية، فيما تبين لاحقا أن خطأ في الترجمة وقع. اذ ذكر روحاني انه لا يمكن لدول المنطقة، وبينها لبنان، أن تتخذ قرارا من دون أخذ الدور الايراني في الحسبان، خلافا لما ورد من انه لا يمكن للبنان أن يتخذ قرارا من دون الرجوع الى طهران. وفي ذلك فارق كبير كنا نتمنى على الزميلة المحاورة أن تتوقف عنده لنسمع أيضا رد فعل ضيفها عليه، وان كانت وفقت في “تمرير” كلمة “التهديد” في سياق الكلام عن لقائه مع علي أكبر ولايتي، والذي استخدمه “المفبركون” لإشاعة بأن الرئيس الحريري تلقى تهديدا مباشرا من ولايتي. وذهبت مخيلة البعض الى حد القول بأن الأخير أبلغ محدثه بالحرف “اذا لم تفعل كذا وكذا ستلقى مصير والدك”. وهو الأمر الذي نفاه الحريري تماما، مضيفا في الوقت نفسه بأنه طلب من ضيفه عدم تدخل دولته في شؤون المنطقة. وقد ظلت هذه العبارة عالقة في الأذهان حيث لم تبادر بولا الى معرفة رد المسؤول الايراني على هذا الطلب.

واذا كانت المقابلة “السكوب” التي وفقت الزميلة بولا يعقوبيان في اقتطافها قد بدلت في المشهد السياسي، بحيث تراجع منسوب التشاؤم الذي كان مخيما على الساحة المحلية لتطفو عل السطح فكرة العودة عن الاستقالة مع ما يشيعه ذلك من أجواء مريحة، الا أن المقابلة المذكورة، لم تشفِ غليلنا بالكامل. بعد أن ظلت مجموعة من علامات الاستفهام قائمة ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

1- لماذا لم يعاود الرئيس الحريري، إثر العاصفة التي أحدثتها استقالته والتفسيرات الكثيرة التي صدرت إزاءها لا سيما الكلام عن “اقامة جبرية” و”تقييد حركة” وما شابه، الاتصال برئيس الجمهورية ميشال عون او بالرئيس نبيه بري، علما أن الأخير تلقى اتصالا منه يوم الثلاثاء الماضي بدد خلاله الشائعات التي راحت تتحدث عن استقالة وشيكة للحريري اثر التغريدات “النارية” للوزير السعودي ثامر السبهان.

2- حين نوه الرئيس الحريري بموقف الرئيس عون ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان لم يأت على ذكر أحد غيرهما. لماذا تغييب بري ورئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط؟

3- مسألة التهديد بالاغتيال لم تستوف التوضيح اللازم، خصوصا عندما أفاد بأنه في صدد التهيئة لعودته آمنا، واتخاذ الاجراءات اللازمة في هذا السبيل. فهل هذه “التهيئة” يلزمها يومين او ثلاثة أو أكثر كما ذكر ؟! وما الذي استجد على هذا الصعيد بين ليلة وضحاها خصوصا أنه كان يتنقل في الفترة الأخيرة من مكان الى آخر وبشكل غير مسبوق. وماذا عن نفي الأجهزة الأمنية اللبنانية، بما في ذلك “قوى الامن الداخلي” و”فرع المعلومات” المحسوبين على رئيس الحكومة، ما ذكر في هذا الصدد. وبالتالي من هي الجهة التي استند اليها، والتي جعلته يسافر الى الرياض على عجل ويعلن من هناك أن حياته في خطر؟!.

4- ما تفسيره للكلام الايجابي والمشجع الذي سمعه وزراء حكومته منه يوم ترؤسه جلسة مجلس الوزراء يوم الخميس الماضي، وفيها أوتي على ذكر التحضيرات ل” باريس 4″، وغيره من المشاريع والخطط التي تنوي الحكومة تنفيذها للنهوض بلبنان في كافة المجالات. وهنا كان بالامكان على سبيل “المداعبة” الحوارية سؤاله عن كيفية الجمع في شريط مصور بين انسان ضاحك مع مجموعة من الشابات فرحات ب “الخميس”، فيما حياته مهددة بالاغتيال، ناهيك عن خطاب القاه في السراي يوم الجمعة – اي قبل ساعات على سفره الى السعودية – يستعرض فيه انجازات حكومته وما تنوي فعله في المستقبل.

5- وضعه تطبيق مقولة “النأي بالنفس” شرطا اساسيا للعدول عن الاستقالة والابقاء على التسوية، علما أنه سبق له أن حمل على “مخترعها” الرئيس نجيب ميقاتي يوم تسلم الأخير رئاسة الحكومة خلفا له. ما الذي حداه الى اعتمادها بعد أن هزأ منها على مدى ثلاث سنوات عمر حكومة ميقاتي الثانية.

نكتفي بهذا القدر من الأسئلة “مع تجنب كلام تردد بشأن بهاء الحريري”، التي كنا نتمنى لو انها طرحت على الرئيس الحريري، لا أن تبقى هائمة فوق رؤوسنا تبحث عن “الحقيقة” التي ما زال الوقت مبكرا – على ما يبدو – كي تنجلي امام أعيننا

عن كاتب

شاهد أيضاً

نهرا من مخيمات السوريين في كوبا – البترون: ثمة نازحون يمتلكون الاسلحة النارية ولن نسمح بتفلت الأمن

أكد محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا “ان ثمة عناصر من النازحين السوريين يمتلكون الاسلحة النارية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *