الحصاد الإخباري
كان من المتوقع أن تشمل زيارة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وادي خالد في زيارته العكارية التي بدأها أمس برفقة وزير الطاقة سيزار ابي خليل ووزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف
وفي ما بدا ان التيار الحر ورئيسه يعولون على دائرة عكار للفوز بمجموعة مقاعد نيابيه توازي حجم تمثيلهم مع حلفائهم في قوى 8أذار الذي امتد لقرى وادي خالد البعيدة حيث افتتحت عدة مكاتب فيها وانتسب العديد من الشبان إلي التيار البرتقالي في الأشهر القليلة ولا سيما من بلدة الهيشة بلدة النائب السابق جمال إسماعيل وقريبه المرشح محمد سليمان ابو عبدالله مرشح المستقبل الذي إستعملوهم بالوهلة الأولى حين تحددت الزياره لمنزل الشيخ طلال الأسعد الذي أولم على شرف ضيف وادي خالد الكبير دون استثناء احد إلا أن المنتسبين حديثاً للتيار البرتقالي قد كانوا السيف الأمضى لإلغاء الزياره لأنهم فضلوا المصلحه العشائريه على المصلحه الحزبيه الحديثه لأنهم خضعوا لرغبة أبو عبد الله مخاطب ود المستقبل للحصول على مقعد نيابي منه الى أن الدعوه لمنزل الشيخ طلال الأسعد وخاصة في دارة حيث يعتبرها بعض الأطراف بأنها الشخصيه السياسيه المستفزه لتيار المستقبل وجمهوره والذي بحوزته من قبلهم دعاوى قضائيه لم تنتهي بعد
. .
في أكثر من رواية ان الوزير باسيل عدل عن زيارة الوادي لأسباب أمنية أيضاً مع الإشارة إلى أن فريقا من جهازه الأمني استطلع قبل أسبوع المكان الذي كان سيلتقي به الوزير مع “مناصريه ” في قصر موسى في مكان قريب من سقوط قديفة من الجانب السوري منذ يومين وادت إلى إصابة نازح سوري بجروح طفيفة .
والروايه الأخرى ان السبب الذي يتردد عن تغيير الوزير باسيل لزيارته فهو حجم الاعتراضات من النواب السابقين جمال إسماعيل ومحمد يحي ورؤساء بلديات وادي خالد وفعالياتها كون الزيارة ستكون تلبية من طلال الاسعد أحد أبرز مسؤولي تيار المستقبل سابقا في وادي خالد والذي تربطه علاقة قوية مع حزب الله والنظام في سوريا على مستوى الصفوف الخلفية . ويرأس الاسعد تياراً سياسياً يدعى الوعد الصادق
ومهما تكن اسباب الالغاء فإن الوزير تجنب شحنة من الاحباط كان سيشعر بها بعد فرحة لقاء المعلم وماكرون خلال الاسبوع المنصرم فيما لو قرر الزيارة ، ولكن باسيل لبى رغبة المستقبل والغاء الغداء والزياره لوادي خالد .
ولو أن الزياره تمت لتثنى للوزير حيث سيشاهد التوطين الحقيقي في وادي خالد بدل ان ينظر عنه في القنصليات والسفارات ومراكز الأبحاث الأميركية والمؤتمرات الحزبية في ميتشيغن واوتاوا وساو باولو
كان سيشاهد قوافل المنظمات الدولية و”الان جي او” تشق طريقها كل يوم إلى قرى وادي خالد اتية من حلبا و القبيات لدعم النازحين نفسيا واجتماعيا واقتصاديا وتربويا طالما نحن في موسم الدراسة، وكان سيشاهد على طول الطريق من مدخل وادي خالد في البقيعة محلات السواس وابو اللبن وبياعين السجاد السوري والبسط ورشامي الحيوانات والكندرجيه وبياعين الألبسه والمحامص ومحلات البهارات وبياعين البرازق والفستقية والبزورات وعصافير العشاق والحمام وكأنك في بابا عمرو أو حي البياضه وباب السباع الحمصية.
كان الوزير سيحبط وخيرا فعل انه عدل في اللحظات الأخيرة .
ومن ناحية أخرى لم يحسم ″تيار المستقبل″ موقفه من زيارة رئيس ″التيار الوطني الحر″ وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الى محافظة عكار يوم أمس الا متأخرا، وترك جمهوره عاجزا عن تحديد موقفه من المشاركة أو المقاطعة.
قرار المقاطعة جاء عقب وصول الاعتراض الى مسامع أمين عام “تيار المستقبل” أحمد الحريري، فكان القرار بعدم المشاركة على صعيد الكوادر والفاعليات وترك القرار لرؤساء البلديات ليقرروا ما يرونه مناسبا، الأمر الذي تناقض مع تصريح منسق عام التيار خالد طه، وعضو المكتب السياسي سامر حدارة الذي كان قد أكد المشاركة والحرص على العلاقة مع “التيار الوطني الحر”.
طبيعة الزيارة أدت الى إحراج بعض البلديات ورؤساء الاتحادات الذين اكدوا أن إستقبال رئيس التيار الوطني الحر ووزير الطاقة والمياه لا يعني شيئا في السياسة كونهما شركاء في حكومة الرئيس سعد الحريري.
وأكد رئيس إتحاد بلديات ساحل القيطع أحمد المير أن لا شيء غريبا في الأمور، لأن النائب سليمان فرنجية لم يغير مواقفه، ورئيس التيار الوطني الحر لم يغير مواقفه أيضا، وكذلك حزب الله لم يبدل في قراراته السياسية، أما نحن (تيار المستقبل) بدلنا مواقفنا في أكثر من إستحقاق سياسي، وقدمنا التنازل تلو الآخر”.
وأضاف المير: “نحن نعاني من إهمال مسؤولينا وإهمال قيادات تيارنا الأزرق، ونعجز عن متابعة امورنا في الوزارات التي نتسلمها، فكيف لنا أن نلوم الآخرين”.
كلام المير وإن وافق عليه عدد من رؤساء البلديات الذين إعتبروا أن لا مبرر للمقاطعة، خصوصا أن هناك مصالح للبلديات لدى وزارات التيار الوطني الحر، الا أن المواقف السياسية دفعت بهم للمقاطعة عقب الأجواء السياسية المتوترة بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل على خلفية لقاء وزير الخارجية جبران باسيل مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم في نيويورك.
وقد كان لافتا مقاطعة تامة لفاعليات ونواب المستقبل في عكار، وإقتصر الحضور على عدد من بلديات وإتحادات عكار المحسوبة على التيار الأزرق ولكن غير المنظمة، وذلك تحديدا خلال إفتتاح بحيرة الكواشرة وحفل العشاء الذي أقيم في مطرانية عكار للروم الأرثوذكس حيث إقتصر الحضور على عدد من المشايخ وبعض البلديات.
وقد أكد باسيل خلال جولته العكارية أن “ما ينقصنا هو أن نبني الدولة لان أي شيء لا يمكن ان يحل مكان الدولة، فالدولة هي التي تؤمن الخدمات وليس الأحزاب لذلك نحن نريد ان نبني الدولة مع كل اللبنانيين، ونريد أن نقاتل من لا يريد بناء الدولة”.
وإنتقد باسيل عرقلة بعض الأفرقاء للمشاريع الانمائية من توليد الطاقة، والمياه والكهرباء، وأكد “أن الفساد مستشري في الدولة، وهذه ليست تهمة لطائفة معينة وإنما في كل الطوائف هناك الفاسد وهناك النظيف الذي يعمل ليلا نهار من أجل الصالح العام، ولا يمكن لاحد ان يمحو التاريخ والماضي لذلك لا يمكن رمي الاتهامات علينا”.
وشدد باسيل على “اننا مجبرون على الوقوف الى جانب بعضنا البعض في الداخل، ولا نريد ان نتدخل في شؤون الاخرين كي لا يتدخل احد فينا، فنحن لم نعرف كيف تخلصنا من الوصاية لنقول أننا بلد سيادة وحرية واستقلال، فنحن لم نستوعب بعد اننا انتخبنا رئيس الجمهورية بأنفسنا لأول مرة ولم نسمح لأحد التدخل بشؤوننا وكذلك شكلنا الحكومة وأقرينا القانون الانتخابي، مؤكدا “لقد بتنا بموقع يسمح لنا أن نقول بطريقة لبقة ودبلوماسية لا لن نسمح لأحد أن يتدخل بنا، نحن شعب نحكم نفسنا بنفسنا.
واضاف باسيل: “اننا اليوم في عكار لنقول هذا الكلام وضرورة بقاء لبنان هادئ ومستقر، فبالرغم من كل الأزمات التي تهز المنطقة، بقي لبنان صامدا، اوروبا هزها مليون نازح وتعاني من خلافات في ما بينها، ونحن بالرغم من كل الصعوبات وخلافاتنا الطائفية غير البسيطة والصراعات المذهبية ونحن نعيش مع بعضنا البعض وهذه قدرة كبيرة يجب ان نفتخر بها، فلدينا نعمة يجب ان نعمل على تعزيزها، مهما حدث ومهما اختلفنا لا يجب أن نصل لمرحلة أن نمد يدنا على حقوق بعضنا البعض فقدرة لبنان انه يجمع كل شيء وهو وطن للجميع”.
وأكد باسيل على “أن الدولة قادرة على رفع الحرمان عن عكار، والحرمان مستشري بسبب الفساد المتغلغل، وهم لا يسمحون لنا ان نأتي بالمشاريع التي نريدها، مؤكدا انهم لو سمحوا لنا بالعمل في الوزارات التي نستلمها لكنا تمكنا من تأمين العمل لأبناء عكار، وتأمين الطاقة عبر “مشروع الهواء”، وغيرها من المشاريع”.