الحصاد الإخباري
كتب الشيخ طلال الأسعد
يتابع جوقة 14 آذار المطبلين والمهليين بالزياره التي قام بها وزير خارجية الكيان الأميركي المعتدي على سياسة بلدنا وطموح أجيالنا العربيه من خلال اسقاط السريه المصرفيه ومراقبتها من قبل الخزانه الأميركيه ما ادى اولاً لمغادرة رؤوس الأموال السوريه واللبنانيه خارج البلد واستفادة تركيا بالدرجه الأولى منها ، لم تأت زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بالمن والسلوى إلى لبنان، بقدر ما كانت تحذيراً صريحاً للشعب اللبناني، وتخييره بين أن يبقى هو وبلده، أسيراً لدولة إيران ولذراعها العسكرية حزب الله، كما ادعى رئيس الدبلوماسية الأميركية بعد جولته على الرؤساء الثلاثة، أو يحسم خيارته الوطنية، ويحظى بعدها بالرعاية الأميركية ومساعدته للتخلص من كل أعبائه ومشاكله الاقتصادية والمالية والاجتماعية جرّاء هيمنة حزب الله على الدولة.
بطبيعة الحال، لم يقبل المسؤولون اللبنانيون بهذا التوصيف للوضع اللبناني، كما تراه الإدارة الاميركية وأن تفاوتت الردود عليه بين مسؤول وآخر للتدليل على انعدام الرؤية المشتركة بين هؤلاء المسؤولين الذين التزموا الصمت باستثناء وزير الخارجية جبران باسيل الذي عبّر عن رفضه للتوصيف الأميركي، من خلال تأكيده على ان حزب الله من النسيج اللبناني وهو شريك في السلطة.
بطبيعة الحال، لم يرض ردّ الوزير باسيل الدبلوماسي الأميركي، وقد لا يرضي فريق من اللبنانيين يشارك هواجس الولايات المتحدة الأميركية حيال النفوذ الإيراني في لبنان وما صرّح به في وقت سابق رئيس الحرس الثوري سليماني من أن لبنان أصبح الدولة الرابعة في المنطقة العربية بعد سوريا والعراق واليمن الواقعة تحت سيطرة ونفوذ إيران.
والسؤال الذي يطرح نفسه: ما الذي أراده الوزير الاميركي من زيارته إلى لبنان؟ وهل ان ما أراده هو توصيل رسالة إلى الشعب اللبناني قبل المسؤولين بأن حكومة الولايات المتحدة تصنف لبنان دولة إرهابية لا يُمكن التعامل معها الا على هذا الأساس بعدما أصبحت خاضعة للنفوذ الإيراني من خلال حزب الله الذي يقبض على السلطة ويهيمن على سياسة لبنان الخارجية، أم أن هدف الزيارة هو حض الشعب اللبناني لرفض سياسة الأمر الواقع واستعادة السيطرة على الدولة وقرارها وزرع الفتن بين مكوناته التي تفهمت بعضها واتت بحكومة وحده ووفاق وطني يسلك طريقه البلد من خلال المعضلات التي يتخبط بها البلد لناحية الوضع الإقتصادي المتردي والبطاله التي تنشأ عنه ؟
في الحالتين، فإن الرسالة التي أبلغها الدبلوماسي الأميركي إلى الشعب اللبناني وإلى كافة المسؤولين في السلطة وخارجها، حملت أكثر من تحذير، وعلى المسؤولين كافة ان يتعاملوا مع نتائجه المتوقعة بكل واقعية وان يطرحوا على أنفسهم السؤال التالي: هل ان لبنان قادر على الوقوف في وجه الولايات المتحدة الأميركية؟ بل هل هو قادر على تحديها ، لأنه ليس في وضع يمكنه ان يتحدى أعظم دولة في العالم، وفي المقابل ليس أيضاً في وضع يمكنه ان يطبق فعلاً لا قولاً سياسة النأي بالنفس في الوقت الذي يتباهى فيه حزب الله بانتمائه إلى جبهة الممانعة التي تقودها إيران،
الأمر الذي يخشى معه ان تتحوّل تحذيرات بومبيو إلى خطوات عملية على الرغم من بعض الإيجابيات التي حرص الدبلوماسي الأميركي على اطلاقها كمثل حرص الولايات المتحدة الأميركية على مساعدة لبنان ومساعدة جيشه على وجه الخصوص والتي لم نرى منها شيئاً الا الوعود الكاذبه !
اذا كان بومبيو يريد ان يحمل العصا ليهزها بوجه الأوساط السياسية ، فهذه العصا ستكسر على رأسه ورأس من يشد مشهده من اللبنانيين المراهنين على نفوذ السياسه الأميركيه .
لبنان لديه تجارب كثيرة سابقة مع الإدارة الأمريكية ..صحيح ان لبنان نقطة في بحر العالم من حيث جغرافيته ومساحته ولكنه شاغل العالم بأسره لأن هناك حزب الله فيه، لأن الهاجس الأساس الطفل المدلل الذي هو اسرائيل ..
الدولة اللبنانيه لا تعتبر حزب الله منظمة ارهابية – كما صنفته اميركا – لأنه جزء اساس من الحكم اللبناني والتسوية السياسية مع عدد من الأحزاب السياسية وكذلك رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء جاء بمباركة حزب الله ..
اميريكا انكسرت بأحاديتها في العالم بسبب وجود روسيا، والعلاقة الأمريكية الروسية هي ليست كما يجب ..
مساعد وزير الخارجية ساترفيلد لم يجتمع بالرئيس عون كي -لا يأكل بهدلة – لأن الأول كان بصدد التكلم بمواضيع لا تنسجم مع المصلحة اللبنانية والإستقرار فيه ..
انا برأيي قيل في الكواليس لبومبيو نحن كدولة لبنانية أدرى بشؤونها ، ضغوطاتكم وعقوباتكم الاقتصادية هي شأنكم وهي بالتالي لن تؤثر على حزب الله حيث اكدها الرئيس نبيه بري انا المقاوم الأول والبروده التي استقبل بها الرئيس عون للوفد الأميركي مما ادى تجاهلهم للسجل الذهبي لزيارة المهمين للقصر الجمهوري !
لأن التاريخ القريب يشهد بأن هرولة العدو الإسرائيلي من لبنان هو بفضل حزب الله ..
اميريكا لديها هاجس اسمه حزب الله، لأنه -هاجس- طفله المدلل الإسرائيلي ولن ينفع الدلال فإسرائيل هذه كيان مسخ وستزول عن الوجود بهمة رجال الله ..
الرئيس عون قال اليوم، اذا كان هناك من داع لذهابي لسوريا فسأذهب ..وسأضيف لك معلومة مفادها بأن الإتصال الهاتفي بين الرئيسين اللبناني والسوري لم ينقطع ومستمر وهناك تطبيع بين الدولتين الشقيقتين ، وهذا ما ادلى به علناً الرئيس عون ، ولكن الرئيس عون يعلم بأن عودة النازحين هو موضوع خلافي في لبنان … ولكنهم سيعودون ..
هناك اهمال وغض نظر لعمل النازح السوري في لبنان علما” انه في مؤتمر بروكسل كان هناك بندا” لمنح النازح السوري بطاقة عمل وهو امر لم يحصل عليه اللاجئ الفلسطيني ابدا”في لبنان .. والرئيس سعد الحريري تصدى لهذا الامر وغيره من البنود التي تجعل من النازح شبه مستوطن..
الرئيس عون ذاهب الى روسيا لبحث عدة قضايا من ضمنها النازحين..
علما”، بأن قضيتهم عليها ان تبحث -بداية”- في سوريا ومن ثم اذا كان هناك من ضرورة يتم بحثها في روسيا ..
اتمنى ان يكون سيدر كما يقال ويسوق له.. ولكن للعلم والتوضيح اقول بأن سيدر هو دين .. برأيي تستطيع المصارف في لبنان ان تلعب دورا” مهما” جدا” في نهضة البلد الإقتصادية ..
بكل الأحوال زيارة وزير الخارجيه الأميركيه فاشله بإمتياز على كل الصعد بعد التصريحات الأميركيه بضم الجولان المحتل لإسرائيل والإجماع العربي والإسلامي ضد القرار وعلى راسه الموقف الصريح والصادق للجامعه العربيه التي تستعد للعوده المشرفه لسوريا إليها .