الرئيسية / أخبار مهمة / ساسة لبنان نعامه في عرض الصحراء

ساسة لبنان نعامه في عرض الصحراء

كتب الشيخ طلال الأسعد

طبول الحروب الضروس تقرع في محيط لبنان وساسته ممددين لأنفسهم دون أن يتفقوا على قانون إنتخابي يماشي العصر والتطور البشري الهائل  وينأون كالنعامه التي عند تستشعر بالخطر تدفن رأسها بالرمال وجسمها في عرض الصحراء ، لعلّها المعركة الأضخم المنتظرة في تاريخ الحرب السورية، بعدما دخل الأصيل مباشرة على خطّ ترجمة المخطّط الخطر الذي تديره واشنطن وتل ابيب تجاه محور المقاومة. من يسبق الآخر في معركة السيطرة على الحدود؟ عمليّات برّية اميركية سُجّلت مؤخرا مع مسلّحي “الجيش الحر” في بادية الحميمة شرق حمص، توازيا مع تحشيد اميركي-بريطاني لعديد 2500 مسلّح في قاعدة التنف الحدودية تمّ تدريبهم في الأردن بقيادة العقيد الفارّ مهنّد الطلاع، الى جانب قرابة 1000 ضابط وجندي اميركي واردني وبريطاني-وفق تقدير معلومات مركز فيريل الألماني للدّراسات، كاشفة انّ وُجهة هذه القوّات ستكون باتجاه الشمال والشمال الشرقي وصولا الى البوكمال والميادين-دير الزور-.. ويسير كلّ ذلك على وقع الحشود المعادية جنوبا، بهدف تشكيل “جيش لحدي” جديد أوكلت قيادته الى المدعو احمد الخطيب.

في المقابل، أعدّت سورية وحلفاؤها العُدّة لضرب المشروع المعادي. قوّات الجيش السوري وحلفائه تتقدّم بوتيرة متسارعة في ريف حمص الشرقي على وقع تعزيزات ضخمة وجّهتها صوب الطريق الإستراتيجي الرّابط بين دمشق وبغداد، توازيا مع اخرى باتجاه السويداء. يؤكّد مصدر عسكري سوري انّ دمشق وحلفاءها ستقطع الطريق على ايّ تقدّم للقوّات المعادية من ناحية الأردن، مكتفيا بالإشارة الى نصر سوري مرتقب شمالا “على غفلة من الجميع”!

وسط كلّ ذلك، وفي وقت تستمرّ المعارك بين مسلحّي “جيش الإسلام” من جهة، و”النّصرة” و”فيلق الرحمن” من جهة اخرى في غوطة دمشق الشرقية، تتّجه ادلب الى الإشتعال في أيّ لحظة في ظلّ الحشود المسلّحة المتقابلة التي باتت تُنذر بحرب ضروس بين “أخوة الجهاد” اكثر من ايّ وقت مضى. كلّ المؤشّرات تدلّ على انّ المعارك المنتظرة بين مسلّحي “النّصرة” وحركة “احرار الشام” سيتركّز رحاها في مناطق ادلب الحدوديّة مع تركيا، لقطع الطريق على ايّ تدخّل عسكري تركي لصالح الأخيرة.. “النّصرة” التي سبق ان طالبت “الأحرار” بإخلاء كامل ريف ادلب الغربي، تزامنا مع توجيه تعزيزات لمقاتليها صوب منطقة اطمة الحدودية مع تركيا، تتخوّف من مقايضة اميركية مع انقرة تسمح لها بالمشاركة في “تحرير” ادلب تعويضا عن استبعادها ايّ دور تركي في اقتطاع حصّة من “غنيمة” الرّقة لصالح حلفائها الأكراد.. الا انّ لدمشق رأيا مغايرا: الجيش السوري سيُعيد ادلب الى كنف الدولة السورية بأقلّ الخسائر في العديد والعتاد، عبر عمليّة عسكرية ستكون مفاجئة للجميع- وفق ما كشف المحلّل السياسي التشيكي فاتسلاف داندا- استنادا الى تقارير وصفها ب” الموثوقة”.

وفي حين كشف خبراء عسكريّون روس انّ الشهور المتبقيّة من العام 2017 ستكون “لافتة للغاية” في سورية، قد تُتوّج بالحسم العسكري الشامل على كامل الأراضي السوريّة، رغم المحاولات المعادية لإطالة أمد الحرب فيها، برز حدث خطير في الولايات المتحدة الأميركية، تجلّى باتهام الرئيس دونالد ترامب بكشف اسرار عسكرية” هامة جدا” لروسيا خلال لقائه وزير خارجيّتها سيرغي لافروف استنادا لما كشفته صحيفة “واشنطن بوست”.. هذا الإتهام الذي نفاه البيت الأبيض كما موسكو ايضا،والذي يندرج في سياق الصراع بين ترامب و”الدولة العميقة”، فتح الباب واسعا امام احتمالين لا ثالث لهما باتا يواجهان سيّد البيت الأبيض: الإقالة او الإغتيال، ليعود تعقيب المحلّل السابق في وكالة الأمن القومي جون شيندلر الى الأذهان حين قال حرفيّا ” إنّ ترامب ولأسباب تتعلّق بالأمن القومي الاميركي، سيُجبر على مغادرة البيت الأبيض في غضون شهور قليلة”!

ولعلّ تل ابيب هي اوّل من استشرف “نهاية قريبة” غير مُشرّفة لترامب، حين رجّحت صحيفة معاريف- بعد اقل من شهرين على ولوج ترامب الى البيت الأبيض- ان يُواجه الأخير احد احتمالين: اجباره على الإستقالة، أو سجنه، كاشفة انّ “اسرائيل” –وبعيدا عن الضوضاء- باشرت مبكرا بربط علاقات متينة مع نائبه مايكل بينيس “الذي بدأ فعليّا بالتحضّر لخلافة ترامب”- وفق اشارة الصحيفة.. اللافت ان يتزامن هذا الحدث الأميركي الهام، مع ما أسرّته شخصية عسكرية تركية –تمكّنت من الفرار إثر انقلاب 15 تموز الفائت- لصحيفة نروجيّة في تأكيدها، انّ حلفاء تركيا يُعدّون لإقصاء رجب طيب اردوغان نهائيا عن المشهد الداخلي والإقليمي، عبر انقلاب عسكري جديد سيكون ناجحا هذه المرّة، بعدما اصبح حملا ثقيلا عليهم، من دون استبعادها ان يتضمّن هذا القرار “امر عمليّات” باغتياله!

وعليه، ليس مُستبعدا ان يتّجه دونالد ترامب الى شنّ حرب خارجيّة ” للهروب الى الأمام”، وتتحسّب سورية وحلفاؤها لهذا الأمر جيدا، كما تُدرك “اسرائيل” ايضا تبعات اي هجوم اميركي على سورية، باتجاه كيانها تحديدا، وهي باشرت مؤخرا بتجهيز فنادق ومدارس في بلدات بغور الأردن ومستوطنات بالضّفة الغربية والقدس وايلات لاستقبال مئات آلاف “الإسرائيليّين” الذين سيتمّ اجلاؤهم سريعا من المستوطنات الحدودية مع سورية ولبنان-حسب ما كشفت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية- معطوفة على تسريبات شخصية مقرّبة من السفير “الإسرائيلي” في موسكو وصلت الى تل ابيب، تُبلغها بضرورة التحضّر لمواجهة ” تطوّرات ساخنة”، وناصحة واشنطن ولندن وعمّان الى البدء بتجهيز “صناديق خشبيّة”، ربطا ب “منازلة” شرسة اعدّتها دمشق وحلفاؤها في الشمال والشرق السوريّين.

عن كاتب

شاهد أيضاً

وفيق صفا في وزارة الدفاع

  علم أنّ رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا زار قائد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *