الرئيسية / أخبار مهمة / الحياد يضعف لبنان ويجبره للقبول بشروط التحالف الأميركي الصهيوني ويناقض الدستور ويجهض الصراع العربي الإسرائيلي والفقره “ب” من مقدمته تنص بأن لبنان عربي الهويه والإنتماء .

الحياد يضعف لبنان ويجبره للقبول بشروط التحالف الأميركي الصهيوني ويناقض الدستور ويجهض الصراع العربي الإسرائيلي والفقره “ب” من مقدمته تنص بأن لبنان عربي الهويه والإنتماء .

بقلم الشيخ طلال الأسعد
في خضم الأحداث والأزمات التي تعصف في لبنان و دول المنطقة ، و الضغوط الأميركية التي تفرض الحصار و العقوبات الإقتصادية و المالية لأخضاع هذه الدول ، و اجبارها للقبول بشروط التحالف الاميركي الصهيوني ، جاء توقيت دعوة البطريريك الراعي لحياد لبنان ، و لبنان يعاني من الافلاس و الانهيار .
لقد أطلق البطريريك الراعي مبادرته لحياد لبنان قائلاً : إن الحياد فكرة روحية ، و أن القديس شربل قد أسقطها عليه ، لا يا صاحب الغبطة طرحك لحياد لبنان ليس صدفة ولا بأيحاء من القديس شربل ؛ بل هي من ايحاءات القديس دونالد ترامب .
عندما اطلقت الدعوة للحياد و قلت : إن الحياد فكرة روحية ؛ لذلك نسأل غبطتك بما أنك مع الحياد ؛ هل أنت على الحياد بين الرب والشيطان ، وبين الخير والباطل وبين القاتل والقتيل و بين الظالم والمظلوم وبين السارق و الضحية .

حياد لبنان يا صاحب الغبطة ليسى استرجاع هويتنا ؛ لأن النظام الطائفي كرس الهوية الطائفية والمذهبية التي هي هويتكم مع جميع المرجعيات الدينية والسياسية علي حساب الهوية الوطنية .

الحياد يطوس الهوية الوطنية لمصلحة الهويات المستسلمة لإسرائيل .
يا صاحب الغبطة حياد لبنان يناقض الدستور اللبناني لا سيما الفقرة ب من مقدمته التي تنص أن لبنان عربي الهوية والأنتماء ، حياد لبنان هو خدمة ثمينة للكيان الصهيوني الذي اغتصب فلسطين واحتلّ و لا يزال أراضي في لبنان وسوريا ، حياد لبنان اجهاض للمقاومة وللصراع العربي الصهيوني .

يا صاحب الغبطة في سياق تاريخ الصراع العربي الصهيوني ، ومنذ نشأة الكيان الاسرائيلي الذي اغتصب فلسطين في العام ١٩٤٨ أبتدأ طرح مشاريع حياد لبنان ، في ٧ نيسان عام ١٩٥٩ قدمت حكومة لبنان الرباعية و بضغط من حزب الكتائب مشروع حياد لبنان للامانة العامة لجامعة الدول العربية .
و بعد نكسة حزيران عام ١٩٦٧ ناقش الحلف الثلاثي حزب الكتائب الجميل ، الأحرار شمعون ، والكتلة الوطنية العميد اده مشروع حياد لبنان و استدعاء بوليس دولي ينتشر علي الحدود بين لبنان و فلسطين المحتلة ليضمن الحياد .
مع الاجتياح الأسرائيلي للبنان في العام ١٩٨٢ وضعت الولايات المتحدة عبر فيليب حبيب و الكيان الاسرائيلي عبر شارون لبنان امام خيارين حياد لبنان أو بشير الجميل رئيساً للجمهورية . في العام ٢٠٠٠ بعد هزيمة المحتل الصهيوني ، ومغادرته لبنان طرح بعض السياسيين مشروع حياد لبنان وتزعمت صحيفة لبنانية كبرى تسويق هذا الخيار . في العام ٢٠١٤ ومع انتهاء عهد الرئيس ميشال سليمان ورفض حزب الله تمديد ولايته ٣ سنوات اطلق اعلان بعبدا والبند الرئيس فيه اعلان حياد لبنان . وفي العام ٢٠١٤ قام البطريريك الراعي بزيارة فلسطين المحتلة في محاولة لأستطلاع احوال عملاء لبنانيين للعدو هربوا مع قوات الاحتلال في ٢٥ أيار عام ٢٠٠٠ ، لم تكن زيارة البطريريك زيارة رعوية بل مبادرة للتواصل مع مسؤولي الكيان الصهيوني .

يا صاحب الغبطة لقد تسرعت في اعلان الدعوة لحياد لبنان وتسويقه في هذه الظروف ، لقد حولت بكركي ” حائط مبكى لبعض القوى والسياسيين ذوي المواقف الصديقة لاميركا و اسرائيل ، و بذلك تكون قد ساهمت مع الآخرين بالإنتحار السياسي الرابع للمسيحيين …!

عن كاتب

شاهد أيضاً

الممثلون السوريون يحتلون الأعلى أجراً في العالم

الممثلين الأعلى أجراً في رمضان 2024 : 1-تيم حسن (تاج) مليون و 200 ألف دولار …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *