شبكة الأخبار اللبنانية والدولية
مقالات مشابهة
في مشهد صادم وغير مسبوق في تاريخ السياسة العالمية، شهد المكتب البيضاوي في البيت الأبيض مواجهة حادة بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، انتهت بإهانة الأخير أمام كاميرات الإعلام وطرده من الاجتماع.
بداية القصة
وصل زيلينسكي إلى البيت الأبيض للقاء ترامب ونائبه “جي دي فانس”، بهدف توقيع اتفاق يتعلق بالمعادن النادرة، وهو الاتفاق الذي كان من المفترض أن يكون مقابل استمرار الدعم الأمريكي لأوكرانيا.
ترامب يرى أن الولايات المتحدة أنفقت مبالغ طائلة على دعم أوكرانيا دون فائدة تُذكر، في الوقت الذي لا تزال روسيا متفوقة عسكريًا رغم هذا الدعم الضخم. ولذلك، ولأول مرة تقريبًا في تاريخ الحروب، قررت أمريكا استرداد أموالها التي قدمتها كمساعدات عسكرية.
السياق العام للأزمة
جدير بالذكر أن الصين، في نهاية ديسمبر الماضي، أوقفت تصدير المعادن الاستراتيجية المستخدمة في صناعة الإلكترونيات إلى الغرب، ردًا على السياسات العدوانية لترامب والحظر الأمريكي عليها. وقد أدى ذلك إلى أزمة كبيرة لدى الشركات الغربية، بما فيها الشركات الأمريكية، حيث أصبحت في حاجة ماسة إلى تلك المعادن. ومن هنا جاء سعي ترامب للحصول على 50% من معادن أوكرانيا مقابل استمرار الدعم الأمريكي في الحرب ضد روسيا.
المواجهة بين ترامب وزيلينسكي
خلال الاجتماع، تبنى ترامب أسلوبًا مهينًا تجاه زيلينسكي، على غرار ما فعله سابقًا مع ملك الأردن، حيث تحدث معه بطريقة غير لائقة، متباهيًا بنفسه ومقللًا من شأن الرئيس الأوكراني. قال له صراحة:
“أنت لا تملك أي أوراق ضغط.. You don’t have the cards”
كما استغل الفرصة لانتقاد الإدارات الأمريكية السابقة، خاصة إدارة أوباما وبايدن، واصفًا بايدن بـ”الغبي” أمام وسائل الإعلام. كما قال لزيلينسكي إن أوباما أعطاه “مجرد أوراق”، بينما هو – أي ترامب – من أمد أوكرانيا بصواريخ “جافلين”، مدعيًا أنه لولا تدخله، لكانت أوكرانيا قد دُمرت خلال أسبوعين فقط. وأضاف:
“كان عليك أن تشكرنا بدلًا من أن تأتي إلى هنا لتقلل من احترامنا داخل البيت الأبيض.”
رد فعل زيلينسكي وتصاعد التوتر
رد زيلينسكي بسخرية، قائلاً: “نعم، كنا لنُهزم خلال ثلاثة أيام.. لقد سمعت هذا الكلام من بوتين نفسه.”
في إشارة إلى أن ترامب وبوتين على وفاق، وأن ترامب لا يضع مصلحة الشعب الأوكراني في اعتباره.
في تلك اللحظة، تدخل نائب ترامب، “جي دي فانس”، مهاجمًا زيلينسكي، واتهمه بأنه غير محترم، مؤكداً أنه لا ينبغي له التحدث بهذه الطريقة أمام الإعلام وأمام رئيس أقوى دولة في العالم. وهنا اشتد التوتر أكثر، وبدأ ترامب يقاطع زيلينسكي، قائلاً له بغضب:
“لا تتحدث مجددًا، لقد تحدثت كثيرًا!”
نهاية الاجتماع بفضيحة
انتهى الاجتماع بفضيحة سياسية مدوية، حيث ألغى ترامب المؤتمر الصحفي وطرد زيلينسكي من البيت الأبيض، قائلاً له:
“تعالَ فقط عندما تكون مستعدًا للسلام!”
لم يتم توقيع أي اتفاق، ولم تصدر صورة رسمية تجمع الرئيسين، ولا حتى بيان مشترك، في مشهد غير مسبوق يكشف الوجه الحقيقي للسياسة الأمريكية.
ماذا عن الحلفاء الآخرين؟
إذا كان هذا هو أسلوب تعامل ترامب مع أوكرانيا، التي تعتبر حليفًا للولايات المتحدة، فكيف سيكون تعامله مع الدول العربية؟
قد يكون من حسن الحظ أن الرئيس المصري لم يذهب إلى البيت الأبيض، لأن التعامل مع شخص مثل ترامب قد لا يكون مجديًا ولا يستحق الرد عليه.
