عندما فاجأ السادات العالم العربي و العالم الإسلامي بزيارته للكنيست الإسرائيلي حيث القى خطابا دعا فيه إلى السلام بين العرب و إسرائيل، تملكنا ، نحن الشباب آنذاك غضب و استياء و قهر.
هكذا قلت أمام ابي ، في سياق الحديث عن الزيارة المشؤومة، ” إن السادات رجل خائن للإسلام و للعروبة و لوطنه “.
جواب ابي أذهلني.
قال : لا تقل ، يا ابني، أنه خائن. بالعكس ، أنه بطل شجاع حمل مسؤولية تاريخية بالدفاع عن الشعب المصري و مصر خاصة.
نحن العرب ، مجتمعين، لا نستطيع مجابهة أميركا. فاميركا هي التي تحاربنا مستخدمة القبضة الإسرائيلية “.
أمسكت عن الرد حينها تأدبا و إحتراما، دون أن يسكت غضبي.
بعد ذلك بسنتين تقريبا، سألني أبي و هو ممسك بجريدة النهار البيروتية : هل شاهدت صورة بيغن و هو يقبل زوجة السادات حين التقيا في الإسماعيلية ؟
اجبت: لا.
فأعطاني الجريدة كي اطلع على الصورة، ثم اردف : ” لعنة الله عليه . ايسمح لهذا الصهيوني القاتل و الحاقد أن يقبل زوجته
و هو رئيس جمهورية أهم دولة عربية إسلامية ؟ اسمع ، اعتقد انه انخدع بهم
و خدعوه. مثله كمثل صبية حسناء غرروا بها بالثناء على جمالها ثم إغتصبوها “.
تذكرت كل هذا الكلام اليوم و انا اقرأ في جريدة الأخبار اللبنانية عن حديث دار بين رئيس الحكومة اللبنانية نجيب الميقاتي
و قائد سوريا أحمد الشرع قبل أن يتولى هذا الأخير رئاسة الدولة السورية رسميا.
انقل المقطع الوارد في مقال لأحد الكتاب في جريدة الأخبار، تاركا المجال لكل من يطلع أن يقارن و يستنتج .
المقطع حرفيا :
(( كــان نـجـيـب مـيـقـاتـي جـالـسـا يستمع
مدهوشًا إلى أحمد الشرع في قصر الشعب. اضطر ميقاتي إلى الإنصات جيدًا، لمن يريد أن يتعرف إليه بصورةمباشرة. قبل أن يباغته الرجل بسؤال صعب: قل لي دولة الرئيس، هل أنور السادات يعتبر في نظرك خائنا ؟
صمت ميقاتي ولـم يـرد، كمن ينتظر
أن يواصل الرجل حديثه، لكن الشرع كرر :
ّ سألت ولم تجب، هل تعتبر أنور السادات خائنًا؟ أيضًا ابتسم ميقاتي بـمـا يجعل الـرجـل يفهم أن لا جـواب )).
