الرئيسية / أخبار مهمة / مخاطر اللقاء الذي سرّع تشكيل الحكومة… وانتصار عون على ميقاتي!-

مخاطر اللقاء الذي سرّع تشكيل الحكومة… وانتصار عون على ميقاتي!-

سيمون ابو فاضل

تشكلت الحكومة التي يترأسها نجيب ميقاتي، بعد شهر ونصف على تكليفه، كترجمة لخضوع لبنان للتجاذبات ام الصفقات والتسويات الدولية او الاقليمية، واحيانا كنتيجة للتفاهمات الداخلية برعاية خارجية ..
التساهل الذي اقدم عليه ميقاتي بتشكيل حكومة تضم حضورا اكثريا لرئيس الجمهورية ميشال عون، هو نتيجة خمسة عوامل تكاملت من اجل ولادتها، بعد ان دلّت الوقائع بأن تأخرها كان نتيجة أن فرقاء التشكيل عمدوا لتعزيز حصصهم وفي طليعتهم عون، الذي سجل هدفا على ميقاتي الذي يسعى لاظهار التركيبة بأنها متوازنة، وهو ما لا يقتنع به رؤساء الحكومات السابقين بحيث يسعى ميقاتي “لابلاعهم ” التشكيلة التي لم يستطيعوا هضمها على ما هو واقعهم، بعيدا عن مواقفهم ولا سيما فؤاد السنيورة، والعوامل هي التالية :
الاول- هو ان الصفقة مع ايران والتي كان يحضّر لها الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون منذ انفجار المرفأ واندفاعه في حضن حزب الله كمدخل نحو ارضاء طهران، فرضت ذاتها على كافة فرقاء القوى الممثلة في الحكومة من اجل عملية التسهيل، بعد ان كان الثمن الفرنسي غزوة ماكرون حاليا للاسواق العراقية من خلال عقود بعشرات المليارات، اذا اضيفت التجارية – المستقبلية منها الى عقود المحروقات، وهو الذي يسعى الى ايجاد اسواق لبلاده بعدما خرجت من ايران لدى تعليق الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب العمل بالاتفاق النووي، وقد خسرت فرنسا استثمارات بقيمة ١٦ مليار يورو ..اذ سيقارب ماكرون الاستحقاق الرئاسي الفرنسي، بأنه أنعش اقتصاد بلاده، وأوجد حلولا امنية قانونية للاسلاميين داخل فرنسا وحقق نجاحا في تحركه السياسي الشرق الاوسطي، معيدا الى فرنسا دورا سياسيا يحمل مكتسبات كثيرة ومتعددة الأوجه .
الثاني- هو ان ماكرون استغل عدم الاهتمام الاميركي الجدّي بالملف اللبناني، في ظل الكلام بأن واشنطن غادرت العراق وكذلك افغانستان، وهي لن تستبسل لصالح لبنان في مقابل سعيه لتسجيل هدف على القيادة السعودية التي لم تستقبله منذ امد طويل، فدفع بميقاتي للتنازل امام عون، بما يعني ان رئيس الحكومة السني يتجاوب لتسوية ايرانية-فرنسية ولحزب الله اليد الطولى فيها على الساحة اللبنانية، ساعيا بذلك رد اعتباره امام القيادة السعودية بأنه أحد المؤثرين على الساحة اللبنانية، وعقد اتفاق مع ايران عدوة الرياض.
الثالث – نظرا لكون ميقاتي احد رجالات الصف الاول المقربين من المخابرات الفرنسية، على غرار لا بأس به من السياسيين اللبنانيين، وكان على تنسيق معهم حول الاسلاميين و خريطتهم في الشمال، تجاوب مع طلب مدير الاستخبارات الفرنسية برنارد ايمييه من خلال شقيقه طه ميقاتي، ووافق على تكبير حصة عون في الحكومة، كترجمة للصفقة مع ايران، بحيث أنه مثل السنوات السابقة تريد طهران ان تدور الحكومة في فلك الممانعة المنتصرة على مدى الاقليم وضمنا لبنان .
الرابع – بعد تسهيل ميقاتي تشكيل الحكومة وتعزيز حصة عون المبطنة، تكمن حساباته بعيدا عن طبيعة العلاقات السعودية-الفرنسية الباردة حاليا، بأن تعمد كل من فرنسا ، او مصر في السعي لتحقيق تقاربه مع القيادة السعودية، بما يعزز مكانته السنية – اللبنانية والخارجية على حساب الحريري .
الخامس – لا يستبعد المراقبون بان اللقاءات بين صهر عون ، النائب جبران باسيل وبين صهر طه ميقاتي القنصل مصطفى الصلح، سهّل التشكيل في شقّه الداخلي نظرا لطبيعته و” حميميته ” بحيث ضمن باسيل من نجيب ميقاتي عبر الصلح، بنودا والتزامات على غرار الاتفاق السري مع تيار المستقبل الذي تكشفت القليل من طيّاته لاحقا، بعد الخلاف بينهما .

مكامن الحذر والتخوف من هذه الحكومة لناحية عدم تحقيقها انجازات، هو ان ميقاتي حسم منذ الساعة الاولى لتشكيلها رفع الدعم بما سيجعلها امام ردات فعل واعتراضات قد يشكل تراجع الدولار وقتيا مسكّنا لعدم توسعها، كما ان الاصلاحات المرتقبة ليست سهلة الانجاز، لأن معظم القوى الحكومية هي التي ستعترض عليها كل من زاوية ادارية-مالية-قضائية ،وان انتزاع قروض من الخارج بات دونه عقبات نتيجة تغير العقلية تجاه لبنان بعد انكشاف حجم الفساد الذي ارتكبته الطبقة االسياسية، وبذلك ستسير البلاد نحو التقهقر الاقتصادي -الاجتماعي، في ظل مناخ شبه قمعي تجاه المحتجين، وتتجه القوى السياسية نحو الانتخابات لاعادة استيلاد ذاتها مجددا، وعندها يردد ماكرون ما قاله للثوار امام قصر الصنوبر :”انتم انتخبتم هذه الطبقة ..” التي ستحاول كقوى حكومية الاطباق على المنتفضين وارهاقهم قبل الانتخابات اذا قدّر لها ذلك… بحيث يبقى هذا الفريق ممسكا بالبلاد والعباد …الا اذا …

عن كاتب

شاهد أيضاً

اعتقال ضابط لبناني كبير بشبهة التورط مع عصابة مخدرات

  المصدر: جريدة الأنباء الكويتية وضع القضاء العسكري في لبنان يده على قضية مهمة تتعلق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *