الحصاد الإخباري
أكدت السيدة ريما فرنجيه خلال حفل إعلان اكتمال المرحلة الأولى من مشروع فرز النفايات من المصدر في قضاء زغرتا وإطلاق المرحلة الثانية في الجامعة الانطونية في زغرتا، أن “حضورنا، اليوم، ليس فقط للاحتفال بنجاح مشروع الفرز من المصدر بل لنتشارك الخبرات التي تولدت لدينا”، شاكرة كل من ساهم بإنجاح هذا المشروع من رئيس الاتحاد السيد زعني خير، إلى رئيس بلدية زغرتا – إهدن الدكتور سيزار باسيم الذي يحمل تحدي الفرز في بلدة إهدن ومدينة زغرتا حيث الثقل الأكبر في الفرز، إلى المدير الإقليمي لمنظمة mercy Corp السيد جورج أنطون، إلى مديرة برنامج “green community ” الدكتورة سنا أبي ديب انطون العمود الفقري للمشروع وفريق العمل بالإضافة إلى السيد محسن يمين اصغر صاحب معمل فرز في لبنان.
ولفتت الى ان الوعي البيئي لدى اهالي المنطقة تولد على مدى عشرات السنين “بفعل قصص نجاح ومشاريع وتوعية دائمة ومستمرة من البيئي الاول سليمان فرنجيه الذي نوجه له التحية على جهوده في هذا المجال من اول التسعينيات عبر تحويل حرج اهدن الى محمية حرج اهدن مرورا بوادي القراقير الذي أقر موقعا طبيعيا وصولا الى بنشعي التي زرع فيها مليون شجرة حتى باتت غابة خضراء، ما يعني مساحة خضراء تمتد على مدى 45 كيلومتر مربع خلقت ممرا طبيعيا للحيوانات البرية من محمية حرج اهدن الى غابة بنشعي”، مشيرة الى انه “عندما تكون الحيوانات البرية بوضع صحي جيد في اي منطقة يكون الوضع البيئي فيها صحيا”.
وذكرت بأن “قانون الصيد تقدم به سليمان فرنجيه عام 1999 عندما كان وزيرا للزراعة وهو يقوم، منذ سنوات، بمحاضرات توعية للصيادين ناتجة عن خبرة بالصيد ما يخلق قناعة ووعي على صعيد هذا القطاع”.
واوضحت أن فرنجيه بصدد افتتاح محطة تكرير نموذجية للصرف الصحي لثلاث بلدات في المنطقة من اجل حماية المياه الجوفية ومياه الينابيع والانهر، متمنية ان يشكل ذلك نموذجا تحتذي به باقي البلدات، لافتة الى ان كل هذه الامور وطدت الثقة مع المواطنين الذين لمسوا تعزيز جمال منطقتهم وخضارها. وهذا ليس وليد الصدفة بل نتيجة وعي بيئي لدى المجتمع”.
ورأت انه “اذا كان لدى الاهالي وعي بيئي يرتفع لديهم حس الانتماء ولا يعمدون الى اذية ما يحبون، والمواطنون هنا يحبون جبالهم وانهرهم وطرقاتهم”.
واضافت السيدة فرنجيه: “منذ نحو ثلاث سنوات، ومع ازمة النفايات في البلد، شعرنا بالخوف من وصولها الى مناطقنا فحولنا الصدمة الى ايجابية وتبلورت فكرة الفرز من المصدر بداية مع المدارس ومن ثم مع البلديات والمؤسسات. وهنا نفتخر اننا عززنا لدى المواطن حس الحقوق والواجبات فالكل يريد بيئة نظيفة ومياه صالحة ولكننا ننسى واجباتنا، أما اليوم فقد لمس المواطنون مصداقية المشروع وتمكن فريق “green community ” من اقناعهم بالفرز من المصدر لانهم مقتنعون بما يفعلون”.
وتابعت: “للاسف الوضع الاقتصادي صعب في البلد وعلينا أن نبتكر حلولا غير مكلفة”، موضحة ان “نجاح مشروع التخلص من النفايات مرتبط بدائرة متكاملة فاذا انكسرت حلقة واحدة لا يمكن للمشروع الاستمرار”.
ورأت ان “الفرز لا يحتاج الى الكثير من وقتنا بل هو نابع من ثقافة نحترم فيها منطقتنا ومستقبلنا وطبيعتنا وبيئتنا وقد لمسنا التجاوب في ذلك حيث تمكنا من زرع وتعميم ثقافة الفرز من المصدر في مجتمعنا”.