الحصاد الإخباري
تساءل الكاتب في صحيفة “واشنطن إكزامينر” مايكل روبن عن الأسباب التي تدفع قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني إلى “توزيع” صور له في العراق، مؤكداً أنّ هذه الممارسة تخدم استراتيجيته وتهدف إلى الإيحاء بأنّ دور إيران أكبر وأكثر فاعليه مما هو عليه.
وانطلق روبن في مقالته من تأكيد مدير وكالة الاستخبارات المركزية مايك بومبيو أنّ سليماني تواجد في كركوك حيث عمل الجيش العراقي على إعادة بسط سلطته على المدينة وفي محيط المناطق المتنازع عليها، مشيراً إلى أنّ عدداً من المحللين رأى في ذلك دلالة على أنّ العراق ولا سيّما الحشد الشعبي يعملان بناء على أوامر إيران وإرشاداتها.
في تعليقه، اعتبر روبن أنّ هذا التحليل مبالغ فيه لسببيْن، قائلاً: “ليس سليماني بعميل لإيران فحسب بل هو أكثر ديبلوماسييها الموثوق فيهم”، ومضيفاً: “كان ينسق سليماني مع الأكراد، وهذا يعني أنّ رواية الأكراد المؤيدين للولايات المتحدة في مواجهة رواية العراقيين المؤدين لإيران غير منطقية”.
وعلى الرغم من إقرار روبن بأنّ إيران تتمتع بنفوذ في العراق- “واقع يشكّل تحدياً للولايات المتحدة ومصالح العراق”- استدرك بأنّ المبالغة في قياس دور سليماني بناء على صوره قد تخدم استراتيجيته، واستغرب لأنّه يسمح بالتقاط صور له نظراً إلى أنّه يتبوأ هذا المنصب البارز.
وفيما ذكّر روبن بإعلان سليماني عن موقعه الإلكتروني في وثائقي أصدرته إيران في العام 2015 عنه، قال إنّ ولعه في أن تُلتقط له الصور في الميدان بات صريحاً جداً ما دفع بعدد كبير من المحللين لا سيما في دول مجلس التعاون الخليجي في التشكيك في أنّه يمهد الطريق للترشح للانتخابات الرئاسية. في السياق نفسه، اعتبر روبن أنّ لصور سليماني هدفاً آخر، يتمثّل في الإيحاء بأنّ دور إيران أكبر وأكثر فاعلية مما هو عليه فعلاً.
توازياً، كشف روبن أنّ المسوؤلين اللبنانيين والعراقيين يجيبون عند سؤالهم عن نكرانهم التأثير الإيراني المتمثّل بوجود صناديق تبرعات تابعة لـ”مؤسسة الإمام الخميني للإغاثة” في بيروت وبغداد والبصرة بالقول إنّ الإيرانيين يقومون بذلك سواء أحصلوا على إذن أم لا، ويؤكدون أنّ مواجهة هذه الخطوة تشكّل قتالاً لا يرغب لبنان والعراق في خوضه ناهيك عن أنّهما لا يقويان عليه.
بالعودة إلى صور سليماني في كركوك، قال روبن إنّ سبب المشكلة يتمثّل في كونها حقيقية، شارحاً: “أن يلتقط سلماني صورة لا يعني أنّه يتحكّم بزمام الأمور مباشرة، بل يعني أنّه يريد أن يصدق الناس أنّه يتحكّم بزمام الأمور مباشرة”.
وعليه، دعا روبن الولايات المتحدة إلى محاولة صد سليماني، خالصاً إلى أنّ “خطفه عندما يكون خارج إيران يُعدّ نقطة انطلاق جيدة، وإن كان انتهاكاً للعقوبات الأمم المتحدة، وذلك على الرغم من التداعيات الوخيمة المؤكدة التي من شأنها أن تتبع مثل هذه الخطوة”.