الحصاد الإخباري
التجمع الشعبي العكاري يودّع مع الوطنيين والعروبيين والمناضلين كافة فارساً عكارياً إعتلى حصان الكفاح الوطني عشرات السنين ، فلقد بدأ مساره في الدفاع عن الوطن والمواطن ، وفي ساحات النضال من أجل فلسطين والعروبة، وقد عرفه الجميع نصير المظلومين ورائد المطالبين برفع الحرمان عن المحرومين ، وأمضى سنوات عمره التي زادت عن التسعين في لإصلاح ذات البين وفي وأد الفتن بكل أشكالها.
ترجل أبو وجيه البعريني فارساً مقداماً تاركاً حصانه ، وهو قرير العين ليكمل المسيرة أنجاله الذين إلتزموا معه كل مسارات النضال الوطني والقومي والإجتماعي المطلبي مضافاً إلى الصلح م والإصلاح ، ترجل والأمانه يتولاها النائب السابق رئيس التجمع الشعبي العكاري وجيه محمد البعريني، وإلى جانبه الأشقاء ، والمسيرة مستمرة بعدهم مع الأبناء والأحفاد .
ترجل ابو وجيه الذي تميز بهمة عالية ، وعزيمة وثبات لا ملل معهم ولا تعب ، بل إصرار دائم على الإنجاز وتحقيق المطالب والغايات ، وقد عرفه الجميع في أكثر الظروف صعوبة وفي كل الأزمات مبتسم الثغر ، مشرق الوجه، فلم يقطب جبينه مرّة،ولا هو رد محتاجاً أو طالب خدمة.
المرحوم فقيد عكار والهرمل والشمال والوطن، شكّل في سنوات نضاله مدرسة أساسها التسامح والمحبة ورائدها الخير العام ، وأهدافها سامية ، وفي كل ذلك تميّز الفقيد المناضل أبو وجيه بالأخلاق المثالية، وبالإيمان والتقوى ، ومعهم الزهد وعفّة النفس ، والترفّع عن المطالب المادية أو المكاسب الشخصية .
لقد شكّل المناضل ابو وجيه ملاذاً للجميع ، ولم يعرف يوماً أي نزعة فئوية أو مذهبية أو طائفية أو عشائرية ، لقد خبره الجميع في سنوات الفتن والفوضى كما في حالات الإستقرار رجل التضحية بكل ما يستطيع من أجل التقريب بين المتباعدين والإصلاح بين المتخاصمين ، وكان الحضن الدافئ لكل من قصده أو اتصل به على امتداد ساحات الشمال والبقاع ومناطق أخرى من لبنان ومن الشقيقة سورية العربية .
إننا نحن الأولاد والأحفاد والأرحام والأقرباء وكل من نعرف الفقيد الغالي الكبير نعاهد الله تعالى ونعاهد كل وطني مخلص ، وكل عربي شريف ، ونعاهد القدس وفلسطين أننا على الدرب الذي خطه المرحوم المناضل الكبير أبو وجيه ، وثابتون على مساره ، ونقول لروحه الطاهرة: نَمْ قرير العين فالأمانة مصانة.
نسأله تعالى الجنة لفقيدنا فقيد عكار والوطن والعروبة .
عكار في 16/10/2017