الرئيسية / أخبار مهمة / جان عبيد محاضراً بالوطنيه في حفل تخرج طلاب الجامعه العربيه في الشمال

جان عبيد محاضراً بالوطنيه في حفل تخرج طلاب الجامعه العربيه في الشمال

الحصاد الإخباري

كعادته أطل جان عبيد مشدودا الى العروبة، محاضرا بالوطنية، لم تبدله الأيام والمتغيرات والتطورات، ولم تغريه ″القفزات″ الطائفية، التي مها علت، فانها تبقى في الهواء، أما ما ينفع الناس عروبيا ووطنيا، فيمكث في الأرض.
من على منبر جامعة بيروت العربية، وفي طرابلس وقف جان عبيد خطيبا وموجها ومرشدا، فصوّب البوصلة ورسم خارطة طريق للطلاب الخريجين في العلم والكفاءة والانتاج والوطنية والعروبة، مذكرا أن جامعتهم أبصرت النور بقرار تاريخي من الرئيس التاريخي الراحل جمال عبد الناصر مطلق شعار (إرفع راسك يا أخي العربي) فكانت هذه الجامعة أيضا رافعة لرأس العلم والمعرفة في مصر والعالم العربي.
حاول جان عبيد أن يكون صريحا مع قدر من الحكمة، فعرض للواقع العربي الأليم، لكنه لم يُفقد الخريجين الأمل، فأكد أن الشباب العربي لم يمت ولن يموت، وكذلك قلب الأمة العربية سيبقى نابضا، داعيا إياهم الى التأليف بين طاقاتهم وقدراتهم وعقولهم، والأخذ بتجارب المجربين وحكمة الحكماء وأنوار المضيئين.
حاول جان عبيد أن ينأى بخطابه عن السياسة اللبنانية وصراعاتها وتجاذباتها وإنتخاباتها، فالمقام هو للعلم الذي من شأنه أن يجعل الشباب العربي حرا، والمسؤولية تكمن في توعية هؤلاء الخريجين وتزويدهم بزاد العروبة التي تستوطن قلب وعقل عبيد، لافتا أنظار جيل المستقبل الى أن عروبتهم يهددها ما يتناقض مع الذكر الحكيم، لجهة الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف، والكفر بالله، بدلا من أن يحميها ويجمعها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والايمان بالله.
حفل التخرج في جامعة بيروت العربية كان حاشدا فجمع شخصيات سياسية ونيابية ووزارية وإجتماعية ونقابية وإقتصادية وأكاديمية وتربوية وثقافية، وهو إستهل بدخول موكب الخريجين ثم موكب رئيس الجامعة والعمداء ومدراء الكليات، ثم النشيد الوطني اللبناني فنشيد الجامعة وتلاوة من القرآن الكريم من المقرىء الشيخ محمد حبلص.
قدمت للاحتفال نالا مكوك، وتلاها الطالب ياسر المصري باسم الخريجين، ومن ثم رئيس الجامعة الدكتور عمرو جلال العدوي، الذي هنأ الطلاب ودعاهم الى الالتزام بالقيم التي زرعتها فيهم الجامعة.
ثم ألقى خطيب الاحتفال الوزير السابق جان عبيد كلمة قال فيها: ″سنة بعد سنة ودفعة إثر أخرى تسير هذه الجامعة منذ إنطلاقتها بتؤدة وثقة ووقع متهيب ومهيب، ولا يفوتني في هذه المناسبة المميزة أن أتذكر وأذكر أن هذه الجامعة كانت وليدة قرار تاريخي للرئيس التاريخي الراحل جمال عبد الناصر مطلق شعار(إرفع راسك يا أخي العربي) فكانت هذه الجامعة أيضا رافعة لراس العلم والمعرفة في مصر والعالم العربي″.
إستذكر عبيد عندما كان وزيرا للتربية والتعليم والشباب والرياضة قبل تسلمه وزارة الخارجية، وقال: ″منذ عشرين سنة قلت المعلم الناجح هو التلميذ الدائم والتلميذ الناجح هو معلم نفسه، وإذا قيل من علمني حرفا صرت له عبدا، ونحن نقول: من علمني حرفا صرت بفضله حرا وله ندا، فقد حررني من الجهل ورفعني إلى مصافه″.
وأضاف: ″في حومة ما يعيشه العالم وما يواجهه من تحديات الثورة التكنولوجية وقفزات الإنتفاضة الرقمية، يصغر العالم وتقصر المسافات وتكبر الخلافات وتندلع الصراعات، ويتجلى ذلك أكثر ما يتجلى في الأمة العربية: فمشرقها اصبح مشارق ومغربها امسى مغارب، تحيطها قوى إستراتيجية إقليمية تترصد دولها وأموالها وثرواتها الظاهرة والمستترة، المنقولة والسائلة ولكن قلقها الأكبر هو من نفسها، والعروبة التي جسدها وأحبها الأوائل والأصائل أصيلة نبيلة معتبرة خيّرة تليق بخير أمة أخرجت للناس″.
وتابع: ″حديقة العروبة التي كانت تتطلع إليها الأنظار وتشخص نحوها الابصار تراها الآن ممزقة في الأوصال متناحرة في المذاهب مقسّمة في الأوطان، ذابلة في العبقريات، زائلة في الإشراق، والمكان الوحيد الذي لم ينطفئ ضوؤه هوالجامعات فما زال في هذه الأمة وفي هذه الجامعات وفي شبابها منارات ومنيرون ومستنيرون، لا ألقي على أكتافكم وحدكم بالعبء الثقيل ولكنني أضع على مناكبكم مسؤوليات إلى جانب النجوم فالإنسان العربي من المحيط إلى الخليج والشباب العربي بالذات في كل وطن من أوطان العرب لم يمت، ولن يموت، وماضي هذه الأمة كان مجيدا وحاضرها يكاد أن يصبح فقيدا، ولكنّ الإنسان يبقى هو الأساس وقلب هذه الأمة لم يمت ولن يموت، وأنتم كشبابها الواعد والمتوثّب مسؤولون ومقتدرون أكثر من غيركم إذا ألفتم بين طاقاتكم وقدراتكم وعقولكم وبين تجارب المجربين وحكمة الحكماء وأنوار المضيئين″.
ثم تسلم الوزير عبيد درعا تكريمية من رئيس الجامعة وتم توزيع الشهادات على المتخرجين

عن كاتب

شاهد أيضاً

اعتقال ضابط لبناني كبير بشبهة التورط مع عصابة مخدرات

  المصدر: جريدة الأنباء الكويتية وضع القضاء العسكري في لبنان يده على قضية مهمة تتعلق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *