تمر حظوظ سوريا للوصول إلى كأس العالم في مفترق هام جداً حين يواجه منتخب البلاد نظيره الكوري الجنوبي على أرض الأخير الثلاثاء.
في البداية؛ قال السوريون إن مجرد وصولهم للمرحلة الأخيرة من تصفيات كأس العالم لهو أمرٌ جيد بعد غياب، ثم حين دارت رحى المنافسة، لاحظوا أن منتخبهم لديه ما يقدمه أمام نظراء ليسوا أفضل منه بكثير، فقالوا لعلها ابتسامة تمحو ولو قليلاً من أثار الحرب… لكن اليوم الأمر تعدّى المشاركة المُشرّفة والابتسامة وسط الدموع…اليوم في سوريا هناك حلم يكبر بالوصول إلى مونديال روسيا 2018. حلم لطالما رافق السوريين منذ أول مباراة رسمية أقيمت في بلادهم وحتى اليوم.
بعد الفوز على أوزبكستان، والنتائج التي سُجّلت في الجولة الأخيرة من منافسات المجموعة الأولى، لم يعد التفكير الكروي السوري منحصر بخلط أوراق المجموعة أو رفض دور جسر العبور بل استغلال وجودهم ضمن كبارة القارة للمرة الأولى منذ أكثر من 30 عاماً، والقتال على بطاقة السفر لموسكو.
منتخب نسور قاسيون بحلوله رابعاً (8 نقاط)، بفارق نقطة عن أوزبكستان الثالثة، تعززت حظوظه وعاد بقوة للمنافسة. بانتظار ما ستسفر عنه جولة الثلاثاء السابعة.
ويدرك أبناء الشام أن الفوز على كوريا الجنوبية في سيؤول وإن بدا ممكناً بالنظر لمستوى الكوريين وخسارتهم من الصين الجولة الماضية؛ إلا أنه صعبٌ جداً بين جماهير المنافس المعروفة في إيقاع تشجيعها المستمر والعالي.
ولكن أحمد الصالح ورفاقه يعلمون أيضاً أن انتصارهم الثالث إن حدث فهو يعني خطوة عملاقة نحو روسيا 2018، الأمر الذي لم يكن أبداً في أحلام السوريين حين تجمع لأول مرة هذا المنتخب.
وعلى ذكر التجمّع يعاني منتخب سوريا من عدة ظروف باتت معروفة للجميع، فهو لا يلعب على أرضه مثل بقية المنتخبات بل في غربة سحيقة هي ماليزيا أرضه البديلة، ولا يتجمّع لاعبوه كلهم في معسكرات منتظمة في دمشق أو خارجها، بل القلة القليلة منهم بحكم احترافهم وإذا عسكروا فإن ذلك يكون في العاصمة لأيام قليلة وبإمكانيات محدودة للغاية. وربما هو واحد من أقل منتخبات العالم في لعب المباريات الودية التحضيرية.
لكن الإصرار يعلو حين تشتد المصائب فإسعاد الشعب السوري الذي أنهكته الحرب لطالما كان هدفاً في نصب أعين اللاعبين، ومن يتابعهم عن قرب يدرك سريعاً أن كرة القدم لا تلعب فقط بالأجساد، بل بالروح والعزيمة أيضاً.
مكاسب جديدة
ومن الناحية الفنية سيعود إلى تشكيلة المنتخب علاء الشبلي بعد أن عوقب بالحرمان في المباراة السابقة بسبب الإنذارات، ومن المحتمل أن يعطي المدرب أيمن الحكيم نجمه فراس الخطيب دقائق أكثر لأن هذا الأخير حين نزوله في الدقائق الخمس الأخيرة من لقاء أوزبكستان حسم النقاط الثلاث من خلال تحصله على ركلة جزاء.
الحكيم الذي أخرجت منه الظروف والضغوطات دمعاً غالياً ومؤثراً على السوريين، كان منطقياً في كل جولة من جولات التصفيات، فهو لم يعد بشيء وفي الوقت عينه قال إنه لا يمكن توقع ما سيحدث في كرة القدم، ما أبقى الباب موارباً لخطف منتخب بلاده إحدى بطاقتي التأهل أو في الحد الأدنى اللعب على المركز الثالث.
في الختام سيكون التعادل مع كوريا الجنوبية بالنسبة لسوريا مُرضياً، ولكن لنتخيل معاً أي فرحة تنتظر السوريين حين سيعلن الحكم نهاية المباراة لصالحهم؟